مقدمة المستويات المعيارية لخريج التعليم قبل الجامعى "الهيئة القومية لضمان جودة التعليم "

المستويات المعيارية لخريج التعليم قبل الجامعي
مقدمة :
فرضت المتغيرات العالمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتنموية في عصر العولمة
وثورة المعرفة تحديات آثيرة على مختلف الأنظمة التعليمية ، مما يستلزم التعامل مع هذه
المتغيرات المتسارعة بفاعلية ووعي، في محاولة لفهم معطيات حاضرنا والتكيف معها ، ومن ثم
التهيؤ لمواجهة تحديات المستقبل .
وتتطلب تلك المتغيرات مواطنا عصريا متفتح الذهن، لديه الحافز والقدرة على التفكير
الخلاق والإبداع والابتكار والتميز بمواصفات عصرية، مع على التأآيد الذاتية والهوية
المصرية، والتراث الحضاري، وتأآيد الولاء والانتماء للوطن.
ولم يعد سوق العمل الآن وفي المستقبل يتطلب من الأفراد مجرد المزيد من التعليم فقط،
ولكنه يفرض نوعا مختلفا منه، فهو يتطلب تعليما وتعلما ينمي في الأفراد التفكير الناقد، والقدرة
على التعلم في أثناء العمل والعمل في فريق، والقدرة على تطبيق المعرفة بفاعلية، وخوض غمار
المنافسة الشرسة في عالم سريع التغير، قائم على التنافس، وإتقان العمل، وضمان الجودة الشاملة
في مختلف المجالات.
وترتيبا على ما سبق يمكن القول إن مهمة التعليم قبل الجامعي تتمرآز حول مساعدة المتعلم
على اآتساب معلومات ومهارات واتجاهات، تمكنه من تأدية دوره بنجاح في حياته الأسرية،
والمشارآة في الحياة العامة في مجتمعه، والنجاح في استكمال تعليمه العالي أو الجامعي، آما
تمكنه من الانخراط بنجاح في سوق العمل إذا أراد ذلك.
وفي هذا الإطار تحدد المستويات المعيارية لخريج التعليم قبل الجامعي بنظرة مستقبلية ما
يجب أن يتصف به هذا الخريج آإنسان، وفرد في المجتمع، ويتضمن ذلك المهارات والقدرات
المستقبلية التي تعينه على مواجهة المستقبل بصورة إيجابية، والمعارف والمهارات الشخصية
والاجتماعية، والعادات والقيم والاتجاهات التي يجب أن يكتسبها المتعلم، والتي تمكنه من التعامل
بطريقة سليمة في حياته الشخصية والأسرية والمجتمعية، وفي عمله وفي آافة حياته الحاضرة
والمتوقعة.